اتفق العلماء أن حديث «من حج ولم يزرني فقد جفاني» مكذوب على رسول الله ﷺ
فنحن نشهد بالله، لقد نصح رسول الله ﷺ أمته وأدى أمانته وأن الحج صحيح بدون زيارة قبره، وأما حديث «من حج ولم يزرني فقد جفاني» ، فقد اتفق علماء الحديث على أنه مكذوب على رسول الله ﷺ، وهو ينافي قوله: «لا تجعلوا قبري عيدًا» - أي تعتادون مجيئه- «وصلوا عليَّ، فإن صلاتكم تبلغني أين كنتم». وقال: «اللهم لا تجعل قبري وثنًا يعبد» أن يُتضرع إليه ويُسأل كأن يقول: يا محمد اشفع لي ونحو ذلك من وسائل التوسل به.
وعن جبير بن مطعم، قال: جاء رجل من الأعراب إلى النبي ﷺ فقال: إنا نستشفع بالله عليك وبك على الله. فقال رسول الله: «سبحان الله، سبحان الله» فما زال يسبح حتى عرف ذلك في وجوه أصحابه، ثم قال: « إنه لا يُستشفَع بالله على أحد من خلقه» .
وقال: «إياكم والغلو، فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو» .
وفي البخاري و مسلم، أن النبي ﷺ قال: «لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، إنما أنا عبد فقولوا: عبد الله ورسوله» والإطراء هو مجاوزة الحد في المدح والثناء.
فقد بلغ ونصح وحذر وأنذر، والحمد لله رب العالمين وسلام على عباده المرسلين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من رسالة " كلمة الحق في الاحتفال بمولد سيد الخلق " / حق الرسول على أمته - المجلد 4