إن الله وكل ملائكة يبلغونه صلى الله عليه وسلم كل من صلى عليه من أمته

فالرسول ﷺ أمر أمته بأن يدعوا له مع دعائهم ولا يدعوه من دون الله أبدًا، بل يخلصوا دعاءهم كله لربهم حرصًا منه على قطع مادة دعائه أو التوسل به؛ لأن الذي يُدعَى له لا يُدعَى من دون الله، ثم لنعلم أن من يصلي ويسلم على رسول الله ﷺ وهو بأقصى مشارق الأرض ومغاربها ومن يصلي ويسلم عليه عند حافة قبره أنهما في التبليغ سواء؛ لأن الله قد وكل ملائكة يبلغونه كل من صلى عليه من أمته، فهذا التزاحم عند قبره لا معنى له، إذ التبليغ حاصل من دونه. وروى أبو داود بسند جيد، عن أبي هريرة، قال رسول الله ﷺ: «لا تجعلوا قبري عيدًا ولا بيوتكم قبورًا وصلوا عليَّ فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم». وعن عليّ بن الحسين رضي الله عنه وعن أبيه وجده أنه رأى رجلاً يجيء إلى فرجة كانت عند قبر النبي ﷺ فيدخل فيها فيدعو فنهاه، وقال: ألا أحدثكم حديثًا سمعته عن أبي عن جدي رسول الله ﷺ أنه قال: «لا تتخذوا قبري عيدًا ولا بيوتكم قبورًا وصلوا عليَّ فإن تسليمكم عليَّ يبلغني أين كنتم».
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من رسالة " كلمة الحق في الاحتفال بمولد سيد الخلق " / حق الرسول على أمته - المجلد 4