نهيُ الله عباده الـمؤمنين عن أن تلهيهم تجارتهم وبيعهم وشراؤهم عن ذكر الله
قال الله سبحانه: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تُلۡهِكُمۡ أَمۡوَٰلُكُمۡ وَلَآ أَوۡلَٰدُكُمۡ عَن ذِكۡرِ ٱللَّهِۚ وَمَن يَفۡعَلۡ ذَٰلِكَ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ ٩﴾ [الـمنافقون: 9].
فنهى الله عباده الـمؤمنين عن أن تلهيهم تجارتهم وبيعهم وشراؤهم عن ذكر الله، أي عن طاعة الله؛ لأن كل طاعة يفعلها الإنسان، فإنها من ذكر الله. فالصدق والأمانة والبر وفعل الخير، كله من ذكر الله، وهو غاية همة التقي، ولا يضره لو تعلقت جميع جوارحه بحب الدنيا؛ لأن الـمؤمنين يشتغلون في دنياهم بجوارحهم، وقلوبهم متعلقة بالعمل لآخرتهم، فهم يبيعون ويشترون، ويبنون ويغرسون، ويسافرون للتجارة في البر والبحر، ولكنهم إذا نابهم أمر من أمور الله، أو حضرت فريضة من فرائض الله. كفريضة الصلاة، وفريضة الزكاة، بادروا بأدائها إلى الله، ولم تلههم تجارة ولا بيع عن ذكر الله، فيحصلون الحسنتين، ويفوزون بالسعادتين؛ سعادة الدنيا، وسعادة الآخرة ﴿لِيَجۡزِيَهُمُ ٱللَّهُ أَحۡسَنَ مَا عَمِلُواْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضۡلِهِۦۗ وَٱللَّهُ يَرۡزُقُ مَن يَشَآءُ بِغَيۡرِ حِسَابٖ ٣٨﴾ [النور: 38]. أي من فضل الدنيا وسعتها والبركة فيها؛ لأن أفعال الطاعات، هي نعم العون على سعة الرزق في الحياة.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة 2 " / 69 فضل الصِّدق في البيع والشراء والأخذ والعَطاء - المجلد 7