إعلان الله الحرب على الـمرابين

أعلم سبحانه بإعلان الحرب على الـمرابين، فقال: ﴿فَإِن لَّمۡ تَفۡعَلُواْ﴾ - أي ولم تنتهوا عن التعامل بالربا وعن أكله أضعافًا مضاعفة - ﴿فَأۡذَنُواْ بِحَرۡبٖ مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ﴾ [البقرة: 279]. لاعتبار أنه عدو لله، ومن ذا الذي يطيق غضب الله ومحاربته!؟ لهذا قلنا: إنه لم يرد في جريمة من كبائر الذنوب أشد مما ورد في جريمة الربا. لهذا أعده رسول الله ﷺ من الـموبقات التي توبق صاحبها في الإثم. ثم توبقه في النار، ولعن آكل الربا وموكله، وحرم الله الربا رحمة منه بعباده، ولا يحرم شيئًا إلا ومضرته واضحة، ومفسدته راجحة. فهو أشد تحريمًا من الزنا وشرب الخمر، سواء فعله لضرورة أو لغير ضرورة، لكونه لو قيل بإباحته للضرورة، لسهل على الناس تعاطيه بحجة الضرورة، إذ كل أحد سيعرض له في حاله ومآله شيء من الضرورة.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة 2 " / 68 تحريم الرّبا بأنواعه وعموم مفاسده وأضراره - المجلد 7