من شغله ماله عن ذكر ربه، فإنه الخاسر في الحياة وبعد الوفاة

من شغله ماله عن ذكر ربه وشكره وعبادته، فإنه الخاسر في الحياة وبعد الوفاة، وما تجارته إلا حقيقة في عذابه بها في الدنيا، وعقابه بها في الآخرة. يقول الله تعالى: ﴿وَلَا تُعۡجِبۡكَ أَمۡوَٰلُهُمۡ وَأَوۡلَٰدُهُمۡۚ إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ أَن يُعَذِّبَهُم بِهَا فِي ٱلدُّنۡيَا وَتَزۡهَقَ أَنفُسُهُمۡ وَهُمۡ كَٰفِرُونَ٨٥﴾ [التوبة: 85]. فمن أنعم الله عليه بنعمة الغنى بالـمال، فصرف إليه جل عقله، وجل عمله، وجل اهتمامه، وترك لأجله فرائض ربه؛ من صلاته وزكاته، ونسي أمر آخرته، فهذا بالحقيقة فقير لا يؤجر على فقره، قد أوقع نفسه في الفقر من مخافة الفقر، فكان جزوعًا هلوعًا جموعًا منوعًا ﴿خَسِرَ ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةَۚ ذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡخُسۡرَانُ ٱلۡمُبِينُ﴾ [الحج: 11].
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة 2 " / 69 فضل الصِّدق في البيع والشراء والأخذ والعَطاء - المجلد 7