هلاك فرعون وقومه

قال (الله تعالى مخاطبا موسى عليه السلام): ﴿لِنُرِيَكَ مِنْ آيَاتِنَا الْكُبْرَى٢٣ اذْهَبْ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ٢٤﴾ ﴿فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ٤٤ قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَىٰ٤٥ قَالَ لَا تَخَافَا ۖ إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَىٰ٤٦ فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا تُعَذِّبْهُمْ ۖ قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكَ ۖ وَالسَّلَامُ عَلَىٰ مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَىٰ٤٧﴾، وبعد ذلك وبعد اعتراف نبوته في يوم الجمع، اشتد فرعون في عداوته وعزم على قتله واستئصال فرعه وأصله، فخرج موسى بمن معه من مصر خائفاً من عدوه حتى أتى البحر فأمره ربه أن يضرب بعصاه فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم - أي كالجبل العظيم - حيث انفلق عن اثني عشر طريقاً بعدد الأسباط. فلحقهم فرعون بجنوده حتى قال أصحاب موسى: ﴿إِنَّا لَمُدْرَكُونَ٦١﴾، قال: ﴿كَلَّا ۖ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ٦٢﴾، فلما تكامل خروج موسى وقومه من البحر وتكامل فرعون وجنوده فيه انطبق عليهم البحر فكانت أجسامهم للغرق وأرواحهم للنار والحرق. (بداية نشأة دولة بنى إسرائيل وحقيقة عقيدتهم)
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من رسالة " الإصلاح والتعديل فيما طرأ على اسم اليهود والنصارى من التبديل " /