بعثة موسى وتأييده بالمعجزات
فلما بلغ الأمر ببني إسرائيل إلى غاية الشدة ونهاية المشقة ولم يجدوا لهم ملجأ ولا فرجاً، فعند ذلك أوحى الله إلى موسى وكان بمدين مدينة شعيب فناداه ر به ﴿أَنَا اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي١٤﴾.
ثم قال: ﴿وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَىٰ١٧﴾؟ وكان بيمينه عصاً من الشجر قال: ﴿هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَىٰ غَنَمِي﴾، وهي عصا عادية من الشجر يتوكأ عليها ويضرب بها الشجر حتى يتساقط الورق للغنم. فقال: ﴿أَلْقِهَا يَا مُوسَىٰ١٩ فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَىٰ٢٠ - أي ثعبان عظيم – قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ ۖ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَىٰ٢١ وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَىٰ جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ﴾ – أي من غير برص، وذلك أنها تكون بيضاء كضياء الشمس الشارقة - فذلك برهانان من ربك وهاتان الخصلتان هما مبدأ معجزات نبي الله موسى، وإنما سميت معجزة لكون الخلق يعجزون عن الإتيان بمثلها وهي تحقق وتصدق نبوة من أتى بها.
(بداية نشأة دولة بنى إسرائيل وحقيقة عقيدتهم)
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من رسالة " الإصلاح والتعديل فيما طرأ على اسم اليهود والنصارى من التبديل " /