خبر يوسف عليه السلام وإخوته
إن خير الحديث كتاب الله وقد أخبر الله عن مبدأ أمر يوسف أن إخوته على جهالة منهم بأنهم ألقوه في الجب، قيل حسداً منهم له على شدة محبة أبيهم له كما أشار القرآن الحكيم إلى ذلك بقوله: ﴿إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَىٰ أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ٨ اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ٩﴾.
وهذه تعتبر خطيئة اقترفوها على جهالة منهم في حالة شبابهم وليس من شرط الأسباط العصمة كالصحابة، فقد يذنب أحدهم ثم يتوب ويتوب الله عليه، وقد أثبت القرآن توبتهم واستغفار أبيهم لهم، فلما ألقوه في الجب زاهدين فيه ومبغضين له فإذا هم بعد زمان يأتون إليه قائلين لقد جئنا ببضاعة مزجاه فاوف لنا الكيل وتصدق علينا إن الله يجزي المتصدقين والعاقبة للمتقين.
(بداية نشأة دولة بنى إسرائيل وحقيقة عقيدتهم)
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من رسالة " الإصلاح والتعديل فيما طرأ على اسم اليهود والنصارى من التبديل " /