بنو إسرائيل في أصلهم كانوا مسلمين
من المعلوم أن بني إسرائيل في أصلهم ونشأتهم كانوا مسلمين وإن كان كفر منهم من كفر، أما اليهود فهم اليهود إسما ورسماً من زمن بني إسرائيل إلى حد الآن ويلحق بهم كل من انتحل بعقيدتهم من شتى الأمم، إذ ليس كلهم قد انفصلوا عن بني إسرائيل.
وإن أشد ما نحاذره ونتقيه من قلب اسم اليهود إلى اسم إسرائيل هو أن بني إسرائيل في ابتداء نشأتهم مسلمون وقد أكثر القرآن الكريم من ذكرهم وأن الله فضلهم على العالمين في زمانهم، وجعل فيهم أنبياء وجعل فيهم ملوكاً وأتاهم ما لم يؤت أحداً من العالمين، وهذا الفضل والتفضيل إنما تحصلوا عليه لما كانوا متمسكين بالدين وطاعة رب العالمين، ثم إنها تقطعت وحدة بني إسرائيل وذابوا بين الأمم، كما قال - سبحانه -: ﴿وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الْأَرْضِ أُمَمًا ۖ مِنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذَٰلِكَ ۖ وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ١٦٨﴾، – فلم يبق لبني إسرائيل باقية تذكر بهذا الاسم.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من رسالة " الإصلاح والتعديل فيما طرأ على اسم اليهود والنصارى من التبديل " / مقدمة