إنشاد ليلى الأخيلية بعض ما قال فيها توبة الخفاجي

ثم التفت (الحجاج) إليها فقال: أنشدينا يا ليلى بعض ما قال فيك توبة. قالت: نعم أيها الأمير، هو الذي يقول: وهل تبكين ليلى إذا مُتُّ قبلها وقام على قبري النساء النوائح كما لو أصاب الـموت ليلى بكيتُها وجاد لها دمع من العين سافح وأغبط من ليلى بما لا أناله بلى كل ما قرّت به العين طائح ولو أن ليلى الأخيلية سلمت عليّ ودوني جَنْدل وصفائح لسلّمت تسليم البشاشة أو زَقَا إليها صدىً من جانب القبر صائح فقال: زيدينا من شعره يا ليلى. فقالت: هو الذي يقول: حمامةَ بطن الواديين ترنمي سقاك من الغُر الغوادي مطيرُها أبيني لنا لازال ريشك ناعمًا ولازلت في خضـراء غضّ نضيرُها وكنتُ إذا ما زرتُ ليلى تبرقعت فقد رابني منها الغداةَ سفورُها وقد رابني منها صدودٌ رأيتُه وإعراضها عن حاجتي وبسورُها وأشرف بالقور اليفاع لعلني أرى نار ليلى أو يراني بصيرُها يقول رجال لا يضيرك نأْيُها بلى كل ما شفَّ النفوسَ يضيرُها بلى قد يضير العين أن تكثر البكا ويُمنع منها نومها وسرورُها وقد زعمت ليلى بأني فاجر لنفسـي تقاها أوعليها فجورُها
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من رسالة " الغناء وما عسى أن يقال فيه من الحظر أو الإباحة " / حديث ليلى الأخيَليَّة مع الحجَّاج بن يوسف - المجلد (5)