إرسال الحجاج ليلى الأخيلية إلى بعض أعوانه ثم رجوعها إليه
ثم قال: يا غلام اذهب إلى فلان فقل له اقطع لسانها. فذهب بها، فقال له: يقول لك الأمير اقطع لسانها. قال: فأمر بإحضار الحجّام، فالتفتت إليه، فقالت: ثكلتك أمك، أما سمعت ما قال؟ إنما أمرك أن تقطع لساني بالصلة. فبعث إليه يستثبته، فاستشاط الحجاج غضبًا، وهمّ بقطع لسانه، وقال: ارددها. فلما دخلت عليه قالت: كاد وأمانة الله يقطع مقولي. ثم أنشأت تقول:
حجّاجُ أنت الذي ما فوقه أحدٌ
إلا الخليفةُ والـمستَغْفَرُ الصمدُ
حجاج أنت شهابُ الحرب إن لقحت
وأنت لِلناس نورٌ في الدُّجى يَقِدُ
ثم أقبل الحجاج على جلسائه فقال: أتدرون من هذه؟ قالوا: لا والله أيها الأمير، إلا أنّا لم نر قط أفصح ولا أحسن محاورة، ولا أملح وجهًا، ولا أرصن شعرًا منها. فقال: هذه ليلى الأخيلية التي مات توبة الخفاجي من حبها.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من رسالة " الغناء وما عسى أن يقال فيه من الحظر أو الإباحة " / حديث ليلى الأخيَليَّة مع الحجَّاج بن يوسف - المجلد (5)