بعض المواقف بين توبة الخفاجي وليلى الأخيلية

فقال الحجاج: ما الذي رابه (يعني توبة الخفاجي) من سفورك (يعني ليلى الأخيلية)؟ فقالت: أيها الأمير كان يلمّ بي كثيرًا فأرسل إليَّ يومًا أني آتيكِ، وفَطِن الحيُّ، فأرصدوا له، فلما أتاني سفرت عن وجهي، فعلم أن ذلك لشر، فلم يزد على التسليم والرجوع. فقال: لله درُّك، فهل رأيت منه شيئًا تكرهينه؟ فقالت: لا والله الذي أسأله أن يصلحك، غير أنه قال مرة قولاً ظننت أنه قد خضع لبعض الأمر، فأنشأت أقول: وذي حاجة قلنا له لا تُبحْ بها فليس إليها ما حييت سبيل لنا صاحب لا ينبغي أن نخونه وأنت لأخرى صاحب وخليل فلا والله الذي أسأله أن يصلحك ما رأيت منه شيئًا حتى فرق الـموت بيني وبينه. قال: ثم مه، قالت: ثم لم يلبث أن خرج في غزاة له فأوصى ابن عم له إذا أتيت الحاضر من بني عبادة فنادِ بأعلى صوتك: عفا الله عنها هل أبيتن ليلة من الدَّهْر لا يسـرى إليَّ خيالها أقول: وعنه عفا ربّي وأحسن حاله فعزت علينا حاجة لا ينالها قال: ثم مه قالت: ثم لم يلبث أن مات، فأتانا نعيُه، فقال: أنشدينا بعض مراثيك فيه، فأنشدت: لتبك العذارى من خفاجة نسوةٌ بماء شؤون العبْرة الـمتحدّر قال لها: فأنشدينا. فأنشدته: كأن فتى الفتيان توبة لم يُنخ قلائص يفْحصنَ الحصـى بالكراكر
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من رسالة " الغناء وما عسى أن يقال فيه من الحظر أو الإباحة " / حديث ليلى الأخيَليَّة مع الحجَّاج بن يوسف - المجلد (5)