الأمر في الإقلاع عن شرب الخمر يرجع إلى صحة العزيمة، وقوة الإيمان
يقول بعض الناس: إن الشخص متى شرب الخمر فتخمر حبها في رأسه، فإن من الصعب إقلاعه عنها وتوبته منها؛ لأنه كلما اشتكى رأسه من وجعها عاد إلى شربها، على حد ما قيل: فداوني بالتي كانت هي الداء، ونحن لا نسلم لهذا الاعتقاد لوقوع ما يكذبه، وذلك أن الصحابة تربوا على حبها، وإدمان شربها في جاهليتهم، وبعد أن أسلموا وبلغهم تحريمها؛ تعففوا عنها، وتابوا منها بدون مشقة؛ لأن الأمر في الإقلاع يرجع إلى صحة العزيمة، وصدق الإرادة، وقوة الإيمان، وهو أعظم وازع إلى أفعال الطاعات، وأقوى رادع عن مواقعة الـمنكرات:
لن ترجع الأنفس عن غيها
ما لم يكن منها لها زاجر
ونفسك إن أشغلتها بالحق
وإلا أشغلتك بالباطل
وقد قيل:
والنفس كالطفل إن تهمله شب على
حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (2) " / (66) الخمر وكونها أم الشّرور والدّاعية إلى الفجور - المجلد (7)