القرآن والسنة يحثان على التوادد والتواصل بين الجيران، فبدل الناس قولاً غير الذي قيل لهم
(إن) شر الجيران من يتتبع العثرات ويتطلع على العورات، إن رأى حسنة سترها، أو رأى سيئة نشرها، والقرآن والسنة يحثان على التوادد والتواصل بين الجيران، فبدل الناس قولاً غير الذي قيل لهم، فكانوا يتعاملون بالإساءة والقطيعة والهجران، فالرجل لا يسلم على جاره، والـمرأة لا تسلم على جارتها، ولعل هذا التقاطع والهجران على أثر نزاع بين النساء والصبيان، ومن الجفاء وعدم الوفاء أن تهجر جارك من السلام، بسبب أمر ليس له شان، فلا يجوز لمسلم أن يهجر جاره فوق ثلاث ليال، يلتقيان، فيعرض هذا، ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام. فمن حق الجار على الجار: إذا لقيه أن يسلم عليه، وإذا دعاه إلى طعام أجاب دعوته، ويعوده إذا مرض، ويقضي حاجته من السوق إذا لم يستطع قضاءها؛ كشيخ كبير، وكامرأة أرملة، ونحوها ليكتسب بذلك الثناء الجميل، والأجر الجزيل.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (2) " / (64) فضل حُسن الجوَار وكونه ينحصر في بَذل النّدَى وتحَمّل الأذى - المجلد (7)