إن قومًا صرفوا جل عقولهم، للعمل في دنياهم، واتباع شهوات بطونهم وفروجهم، فنهاكم الله أن تكونوا أمثالهم.
أيها الناس إنكم لن تخلقوا عبثًا، ولن تتركوا سدًى، وإن لكم معادًا يجمعكم الله فيه، فيحكم بينكم، وقد خاب وخسر عبد خرج من رحمة الله التي وسعت كل شيء، وحرم جنة عرضها السماوات والأرض. أما تعلمون أنكم تغدون وتروحون إلى أجل مسمى محتوم!؟ فمن استطاع منكم أن يقضي عمره وهو محافظ على واجباته من صلاته وزكاته وصيامه فليفعل.
إن قومًا صرفوا جل عقولهم، وجل أعمالهم، وجل اهتمامهم للعمل في دنياهم، واتباع شهوات بطونهم وفروجهم، وتركوا فرائض ربهم، ونسوا أمر آخرتهم، فنهاكم الله أن تكونوا أمثالهم.
فقال سبحانه: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَلۡتَنظُرۡ نَفۡسٞ مَّا قَدَّمَتۡ لِغَدٖۖ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرُۢ بِمَا تَعۡمَلُونَ ١٨ وَلَا تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ نَسُواْ ٱللَّهَ فَأَنسَاهُمۡ أَنفُسَهُمۡۚ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡفَٰسِقُونَ ١٩﴾ [الحشر: 18-19].
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (1) " / (42) الخطبة الأخيرة من عيد الفطر - المجلد (6)