بيان خطإ تصور صاحب "بوارق الهدى"

كل من له أدنى مسكة من عقل متى تأمل كلامه (صاحب بوارق الهدى) يتبين له بطريق الوضوح أنه اختار تكذيب القرآن على الإيمان به، وأنه اختار العمى على الهدى، والقبيح على الحسن، والباطل على الحق. وقد صرح تصريحًا ليس بالتلويح بأن جميع علماء المسلمين من لدن نزول القرآن حتى الآن أن تصورهم للسموات والأرض تصور خاطئ ويقوم في مجمله على أسس واهية من الفكر السطحي. يعني بذلك رسول الله ﷺ أولاً ثم سائر أصحابه وجميع علماء المسلمين المتقدمين والمتأخرين، فإن هذا صريح من قوله، والجنون فنون. لأن من كان في أصل عقيدته التي ينتحلها أن الله سبحانه لم يخبر في كتابه بحقيقة السموات والأرض... وإنما أخبر الناس بما لا يعرفون وبما ظاهره باطل... فإن هذا كفر بالله وتكذيب بالكتاب وبما أرسل الله به رسله، فإن من لوازم هذا القول أن الله سبحانه لم يوح هذا القرآن إلى نبيه للإيمان به والعمل بموجبه. وإنما أراد من خلقه أن يطلقوا أذهانهم وأفكارهم في تحريف كلامه عن مواضعه، وتأويله على غير معناه، وينتحلوا له وجوه الاحتمالات المنكرة والتأويلات المستكرهة التي هي بالأحاجي والهذيان أشبه منها بالحقيقة والبرهان.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
مجموع الرسائل - الرد بالحق الأقوى على صاحب بوارق الهدى [ واجب الدفاع عن المفسرين العلماء ] - المجلد (1)