بيان خطإ قول صاحب بوارق الهدى: إن جميع المفسرين لم يفهموا معنى السماوات

إن من لوازم هذا القول أن الله سبحانه لم يبين الحق باللفظ الصريح الذي يحفظ عن الوقوع في الباطل، حتى جاء هذا الكاتب فعبر عن الحق بصريحه دون الله ورسوله وأصحابه ودون سائر علماء المسلمين المفسرين من المتقدمين والمتأخرين... وهذا التفسير للسموات العلى يظهر بطلانه في تفسير قوله تعالى: ﴿وَٱلنُّجُومُ مُسَخَّرَٰتُۢ بِأَمۡرِهِۦٓ﴾ [النحل: 12]. قال: (مسخرات لتكوين وتشكيل حجارة جهنم وحرها وعذابها، فهي مسخرة لتوليد الطاقة الهائلة التي تتجمع في السماء وتنصب يوم القيامة داخل جهنم وتكون وقودًا للنار). فيقال لهذا الأفاك الأثيم: من أنبأك بهذا والله يقول: ﴿۞مَّآ أَشۡهَدتُّهُمۡ خَلۡقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ﴾ [الكهف: 51]. فهذا كله من التخرصات الكاذبة. والله يقول: ﴿قُتِلَ ٱلۡخَرَّٰصُونَ ١٠ ٱلَّذِينَ هُمۡ فِي غَمۡرَةٖ سَاهُونَ ١١﴾ [الذاريات: 10-11]. أي من الجهل ساهون. فهو من جهله ببلاغة معاني القرآن وجهله باللغة العربية يعيب الفصحاء البلغاء المتبحرين في العلم بمعاني القرآن المبين. فهو كما قيل: أنف في السماء واست في الثرى. ويرى أن الهدى والحق في كلامه وعباراته دون كلام الله ورسوله، وهذا ظاهر كلام الملحدين والحيارى المكذبين كهذا وأمثاله. قال تعالى: ﴿وَكَذَٰلِكَ جَعَلۡنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّٗا شَيَٰطِينَ ٱلۡإِنسِ وَٱلۡجِنِّ يُوحِي بَعۡضُهُمۡ إِلَىٰ بَعۡضٖ زُخۡرُفَ ٱلۡقَوۡلِ غُرُورٗاۚ وَلَوۡ شَآءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُۖ فَذَرۡهُمۡ وَمَا يَفۡتَرُونَ ١١٢ وَلِتَصۡغَىٰٓ إِلَيۡهِ أَفۡ‍ِٔدَةُ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡأٓخِرَةِ وَلِيَرۡضَوۡهُ وَلِيَقۡتَرِفُواْ مَا هُم مُّقۡتَرِفُونَ ١١٣﴾ [الأنعام: 112-113]. فيالك من آيات حق لو اهتدى بهن مريدُ الحق كن هواديا ولكن على تلك القلوب أكنة فليست وإن أصغت تجيب المناديا
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
مجموع الرسائل - الرد بالحق الأقوى على صاحب بوارق الهدى [ من لوازم قوله أن الله لم يبين الحق باللفظ الصريح الذي يحفظ عن الوقوع بالباطل ] - المجلد (1)