تعليق على بعض أفكار صاحب "بوارق الهدى"
قال الكاتب في تفسيره: (وإني وقد حالفني التوفيق في وضع هذه الدراسة والحمد لله ـ لا أدعي لنفسي الكشف في الوصول إلى ما لم يصل إليه أحد قبلي من العلماء والمفكرين وحتى من مدعي الكشف والولاية، ولكن أقولها صراحة: إن جميع البوارق وهي الأفكار التي تضمنها هذا الكتاب قد لمعت في خاطري فأنارت بصيرتي فسجلتها في فقرات على قدر استطاعتي).
وأقول: إن هذا التفسير الذي رفع عقيرته بمدحه هو ليس بتفسير للآيات القرآنية ولا للأحاديث النبوية ولا اللغة العربية ولا يمت للتفسير بصلة... وإنما هو خطرات من وساوس فكرية يتقلب فيها مع الأهواء ويخبط خبط العشواء.. كتب يدعي في تفسيره بأنه قد وصل إلى معرفة أسرار السموات بما لا يعرفه الرسول ولا الصحابة والتابعون ولا سائر علماء المسلمين المفسرين، فهو تفسير منكور يشتمل على بدع من القول والزور. هو للخرافات أقرب منه لتفسير الآيات.
أقام يعمل أيامًا رويته
ففسـر الماء بعد الجهد بالماء
لأن التفسير الذي لا يعرفه الرسول ولا الصحابة ولا التابعون ولا سائر علماء المسلمين من المتقدمين والمتأخرين ويخرج القرآن عن معانيه المتبادرة إلى الأذهان وإلى ما يسبق إليه فهم كل إنسان، فإنه ليس بتفسير أبدًا وإنما هو من وساوس الشياطين، كهذا التفسير الذي حمل رايته وبادر بفكرته فإنه مبنية قواعده على الكفر بالآيات والتكذيب بالنبوات والتصديق بالمحالات والمجهولات، وعلى قلب الحقائق في المعقول والمنقول.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
مجموع الرسائل - الرد بالحق الأقوى على صاحب بوارق الهدى [ واجب الدفاع عن المفسرين العلماء ] - المجلد (1)