تنزع الجبال يوم القيامة من أماكنها كما تنزع أوتاد الخيمة
ومتى انقضى عمار الدنيا وأراد الله سبحانه فناءها وانتقال أهلها عنها إلى دار الآخرة يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات وبرزوا لله الواحد القهار.
فعند ذلك يأمر الله سبحانه بقلع الجبال عن أماكنها كما يقلع المسافر أوتاد خيمته حين يريد الانتقال عن مكانه.
يقول الله سبحانه: ﴿وَيَسَۡٔلُونَكَ عَنِ ٱلۡجِبَالِ فَقُلۡ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسۡفٗا ١٠٥ فَيَذَرُهَا قَاعٗا صَفۡصَفٗا ١٠٦ لَّا تَرَىٰ فِيهَا عِوَجٗا وَلَآ أَمۡتٗا ١٠٧﴾ [طه: 105-107].
وقال سبحانه: ﴿إِذَا رُجَّتِ ٱلۡأَرۡضُ رَجّٗا ٤ وَبُسَّتِ ٱلۡجِبَالُ بَسّٗا ٥ فَكَانَتۡ هَبَآءٗ مُّنۢبَثّٗا ٦﴾ [الواقعة: 4-6].
وقال سبحانه: ﴿ٱلۡقَارِعَةُ ١ مَا ٱلۡقَارِعَةُ ٢ وَمَآ أَدۡرَاكَ مَا ٱلۡقَارِعَةُ ٣ يَوۡمَ يَكُونُ ٱلنَّاسُ كَٱلۡفَرَاشِ ٱلۡمَبۡثُوثِ ٤ وَتَكُونُ ٱلۡجِبَالُ كَٱلۡعِهۡنِ ٱلۡمَنفُوشِ ٥﴾ [القارعة: 1-5].
وقال سبحانه: ﴿إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَٰقِعٞ ٧ فَإِذَا ٱلنُّجُومُ طُمِسَتۡ ٨ وَإِذَا ٱلسَّمَآءُ فُرِجَتۡ ٩ وَإِذَا ٱلۡجِبَالُ نُسِفَتۡ ١٠﴾ [المرسلات: 7-10].
فالقرآن يفسر بعضه بعضًا ويدل بمنطوقه ومفهومه على أنه متى انتهى عمار الدنيا وأراد الله عليها وعلى من فيها الفناء فعند ذلك يزيل الجبال من أماكنها فتضطرب الأرض وتتزلزل لتلقي الناس على ظهارها. ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمۡۚ إِنَّ زَلۡزَلَةَ ٱلسَّاعَةِ شَيۡءٌ عَظِيمٞ ١ يَوۡمَ تَرَوۡنَهَا تَذۡهَلُ كُلُّ مُرۡضِعَةٍ عَمَّآ أَرۡضَعَتۡ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمۡلٍ حَمۡلَهَا وَتَرَى ٱلنَّاسَ سُكَٰرَىٰ وَمَا هُم بِسُكَٰرَىٰ وَلَٰكِنَّ عَذَابَ ٱللَّهِ شَدِيدٞ ٢﴾ [الحج: 1-2].
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
مجموع الرسائل - الرد بالحق الأقوى على صاحب بوارق الهدى [ الرد على ما جاء في تفسيره من مغالطات ] - المجلد 1