الصلاة نعيم المؤمنين ثقيلة على المنافقين
فالصلاة بما أنها نعيم الـمؤمنين، فإنها ثقيلة على الـمنافقين الذين لا يرجون بفعلها ثوابًا، ولا يخافون بتركها عقابًا. يقول الله تعالى: ﴿وَإِذَا نَادَيۡتُمۡ إِلَى ٱلصَّلَوٰةِ ٱتَّخَذُوهَا هُزُوٗا وَلَعِبٗاۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ قَوۡمٞ لَّا يَعۡقِلُونَ ٥٨﴾ [الـمائدة: 58]. فنفى الله عنهم العقل الصحيح؛ لعدم إجابتهم لنداء الصلاة الذي هو نداء بالفلاح، والفوز والنجاح. وفي الحديث: «من دُعِي إلى الفلاح فلم يجب لم يُرِد خيرًا ولم يُرَد به خير» وكان الصحابة يعدون الـمتخلف عن الصلاة في الجماعة منافقًا، يقولون ذلك ولا يتأثمون، كما في صحيح مسلم عن ابن مسعود قال: من سره أن يلقى الله غدًا مسلمًا فليحافظ على هذه الصلوات الخمس في الجماعة، فإنهن من سنن الهدى. وإنكم لو صليتم في بيوتكم كما يصلي الـمتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم، ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم، ولقد رأيتنا وما يتخلف عن الصلاة عن الجماعة إلا منافق معلوم النفاق.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (1) " / (25) الصلاة في الجماعة وصِفَة الصّلاة المشروعة - المجلد (6)