الكذب مجانب الإيمان، وهو من خصال النفاق

كان النبي ﷺ إذا جرب على أحد شيئًا من الكذب سقط من عينه، واستهان عنده، فلا يقبل عليه بالرضا، حتى يجدد توبته عن تلك الكذبة، ويحث أصحابه على اعتياد الصدق في أقوالهم وأعمالهم ومعاملتهم، وحتى التخاطب مع الصغار من أولادهم. كما في حديث عبد الله بن عامر قال: دعتني أمي يومًا ورسول الله ﷺ جالس في بيتنا. فقالت: تعال أعطك كذا - أي تمرة - فقال رسول الله ﷺ: «أما إنك لو لم تعطه لكتبت عليك كذبة» . مراده بهذا تهذيب أمته صغارهم وكبارهم على اعتياد الصدق، وتربيتهم على التخلق به، واجتناب الكذب، وتقبيحه في نفوسهم؛ لأن من شب على شيء شاب على حبه، وعلى التخلق به، حتى يصير نكتة راسخة في قلبه. والكذب مجانب الإيمان، وهو من خصال النفاق، كما في الصحيحين : أن النبيﷺ قال: «آية الـمنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان» وفي رواية «إذا خاصم فجر» .
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة 2 " / 69 فضل الصِّدق في البيع والشراء والأخذ والعَطاء - المجلد 7