الـمؤمن يطبع على الخلال كلها، إلا الخيانة والكذب

فالـمؤمن يطبع على الخلال كلها، إلا الخيانة والكذب، قيل للنبي ﷺ: «أيكون الـمؤمن جبانًا؟ قال: «نعم». قيل: أيكون بخيلاً؟ قال: «نعم». قيل: أيكون كذابًا؟ قال: «لا»» . لهذا تجد الصادق الأمين، يركن الناس إلى معاملته، وإيداع أموالهم عنده، وعرض السلع الرخيصة عليه، لـمحبتهم له وثقتهم به، وحسن ظنهم بصدقه وأمانته. فتتوسع تجارته، وينتشر بين الناس فخره وشرفه. وأما الكذاب الخائن، فإن الناس لا يزالون منه على حذر، بحيث يحذر بعضهم بعضًا من معاملته، وعدم الثقة به، فتكسد تجارته، ويسقط قدره، ويكون كذبه بمثابة الكلب يطرد الرزق عن بابه، ويمنعه من سلوك أسبابه، ولا يجني جان إلا على نفسه، وقد قال النبي ﷺ: «أربع إذا كن فيك فلا عليك مما فات من الدنيا: حفظ أمانة، وصدق حديث، وحسن خليقة، وعفة في طعمة» . فهذه الخلال هي التي تجمل التجارة وتنميها، وتنزل البركة فيها، وتحبب الناس للمتصف بها.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة 2 " / 69 فضل الصِّدق في البيع والشراء والأخذ والعَطاء - المجلد 7