اليهود يدلسون ويلبسون على الناس

قد اندرجت سائر القرون من لدن حياة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقبله وبعده إلى هذا القرن الحالي والناس من العلماء والمؤرخين والعامة إنما يسمون اليهود باسم يهود. لكنهم بكيدهم ومكرهم حاولوا التدليس بالتلبيس على الناس بإبدال هذه التسمية باسم إسرائيل لكونها ألبق وأقبل وأعلى وأشرف لأذهان الناس، فأخذوا يرددونها في إذاعاتهم ومجلاتهم وصحفهم فَتَلَقّفَهَا عنهم جميع الأمم المجاورة لهم، ثم عمت جميع الناس على سبيل المسارقة الخفية للأقوال حتى المسلمون فكانوا لا يتكلمون في كتبهم ولا في مجلاتهم ولا في إذاعاتهم ومنشوراتهم إلا باسم إسرائيل وصار اسمهم الحقيقي أي اليهود بمثابة اللقب المهجور، وقد يستثقلون التخاطب به لكون ألسنتهم قد تذللت باسم إسرائيل وحتى استقرت حقيقة هذه التسمية في نفوسهم حتى ظنوها حقاً وهي تسمية باطلة ومختلسة ليسوا بإسرائيل وليس إسرائيل منهم، بل هم أعداء إسرائيل وليسوا من حزبه، فتسميتهم بإسرائيل تصفهم بالشرف والتكريم وعلو المنزلة، ولن تجد أبغض إليهم من سماع اسم اليهود وقد سعوا جهدهم وعملوا عملهم بالقضاء على هذه التسمية ومحوها عن صدور الناس وألسنتهم، وإن تعجب فاعجب إلى متابعة الناس واندفاعهم لما يريدون ويشتهون.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من رسالة " الإصلاح والتعديل فيما طرأ على اسم اليهود والنصارى من التبديل " / (بداية تسمية اليهود باسرائيل)