الترغيب في الدعاء وفضله
الدعاء بمثابة الأشجار الـمثمرة، والخزائن الـمدخرة، ينفع مما نزل، ومما لم ينزل، فهو يدفع البلاء قبل نزوله، ويرفعه بعد نزوله، لقول النبي ﷺ: «لا يرد القدر إلا الدعاء، ولا يزيد العمر إلا البر، وإن الصدقات لتدفع ميتة السوء». فأخبر النبي ﷺ أن الدعاء يرد القدر والقضاء، فلا يقولن أحدكم: إن كان هذا الأمر مكتوبا لي أو علي سيقع لا محالة، دعوت أو لم أدع. فإن من الأشياء ما لا تحصل إلا بالدعاء، والله يمحو ما يشاء ويثبت، وفي دعاء القنوت: «وقنا واصرف عنا شر ما قضيت». فلو لم يكن الدعاء سببًا في صرف شر القدر والقضاء، لما شرعه النبي ﷺ وأرشد إليه أمته، وفي مراسيل الحسن أن النبي ﷺ قال: «حصنوا أموالكم بالزكاة، وداووا مرضاكم بالصدقة، واستدفعوا أمواج البلاء بالدعاء والتضرع»، وفي حديث ابن عباس أن النبي ﷺ قال له: «احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، تعرف إلى الله في الرخاء، يعرفك في الشدة، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله».
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (2) " / (80) إخلاص الدعاء لله توحيد.. وصَرفه لغير الله شرك - المجلد (7)