الخير في اكتشاف الأرض وما أودع الله فيها من كنوز ونفائس
فالخير كل الخير في اكتشاف الأرض التي خلقها الله لعباده وأودع فيها جميع ما يحتاجون إليه من الكنوز والنفائس، ومن كل زوج بهيج ومن كل شيء موزون. يقول الله سبحانه: ﴿وَجَعَلَ فِيهَا رَوَٰسِيَ مِن فَوۡقِهَا وَبَٰرَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَآ أَقۡوَٰتَهَا﴾ [فصلت: 10].
فهذه البركة التي أودعها سبحانه في أرضه ولا يزال الناس يتطلبونها بالكشف والتفتيش من لدن خلق الله آدم إلى يومنا هذا وإلى يوم القيامة. فتحصلوا على ما توصلوا إليه من خزائن الأرض وبركاتها التي خلقها الله يوم خلق السموات والأرض وأودعها في مظانها إلى وقت حاجة الناس إليها، والمكتشفون يعترفون بأن ما خفي عليهم من أسرار الكون وخزائن الأرض أكثر وأكبر مما اكتشفوه، وأنهم كلما أوغلوا في كشف شيء تبين لهم مما خفي عليهم أكثر مما يحتسبون.
وما أحسن ما قال الشافعي في هذا المعنى:
كلما أدبني الدهـ
ـر أراني نقص عقلي
وكلما ازددت علمًا
زادني علمًا بجهلي
فهذا هو الكشف الذي تعم منفعته وتحسن عاقبته ويتمتعون بما خلق لهم ربهم من أزواج ومن كل شيء موزون.
يقول الله سبحانه: ﴿هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعٗا﴾ [البقرة: 29].
وقال: ﴿هُوَ ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلۡأَرۡضَ ذَلُولٗا فَٱمۡشُواْ فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُواْ مِن رِّزۡقِهِۦۖ وَإِلَيۡهِ ٱلنُّشُورُ ١٥﴾ [الملك: 15].
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
مجموع الرسائل - الرد بالحق الأقوى على صاحب بوارق الهدى [ ما الفائدة من علم الفلك وغيره إذا لم يكن للناس فيه منفعة؟ ] - المجلد (1)