تفاوت الناس في الاستماع والانتفاع

وأخبر النبي ﷺ عن تفاوت الناس في الاستماع والانتفاع. ففي الصحيحين عن أبي موسى، أن النبي ﷺ قال: «مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير - أي مطر وابل - أصاب أرضًا فكان منها نقية قبلت الـماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، فهذا مثل من استمع وانتفع بما سمع ودعا الناس إليه، فكان من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه. وكانت منها أجادب، أمسكت الـماء، فنفع الله بها الناس فشربوا وسقوا وزرعوا - أي من هذا الـماء، الذي أمسكته. فهذا مثل من يستمع الحكمة فيحفظها ويؤديها كما سمعها، لكنه مقصر في العمل بما سمع، فهو عليم اللسان - ومثل من لم يرفع بذلك رأسًا، ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به» . فهذا يعد من شر الـمستمعين الذين إذا ذكروا لا يذكرون ولهذا قال: ﴿يَذَّكَّرُ مَن يَخۡشَىٰ ١٠﴾ أي أن من يخشى الله ويتقيه، فإنه ينتفع بما سمع، ورأس العلم خشية الله. وكفى بخشية الله علمًا، وبالاغترار به جهلاً.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة 2 " / 52 تفسير سورة «سَبِّح اسمَ ربِّكَ الأعلَى» - المجلد 7