الشهور والأعوام، والليالي والأيام كلها مواقيت الأعمال، ومقادير الآجال

إن الله سبحانه جعل الشهور والأعوام، والليالي والأيام كلها مواقيت الأعمال، ومقادير الآجال، فهي تنقضي جميعًا، وتمضي سريعًا والذي أوجدها وخصها بالفضائل، وأودعها هو باق لا يزول، ودائم لا يحول، يقلب عباده في فنون الخِدَم، ليسبغ عليهم فواضل النعم، ويعاملهم بغاية الجود والكرم. فلما مضى شهر الصيام، أقبل شهر الحج إلى بيت الله الحرام. فكما أن «من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه»، فكذلك «من حج البيت فلم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه». وهذا التكفير إنما يقع في صغائر الذنوب في قول الجمهور، أما الكبائر مثل القتل والربا والزنا وشرب الخمر وأكل أموال الناس فهذه لا يكفرها الحج، ولا الصلاة ولا الصيام، وإنما تكفر بالتوبة ورد الـمظالـم.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (2) " / (45) فقه أحكام منسك حَجّ بَيت الله الحرام - المجلد (7)