السعيد من اغتنم ممر الأيام والليالي والساعات، وتقرب إلى الله فيها بوظائف الطاعات

إن الشهور والأعوام، والليالي والأيام؛ كلها مواقيت الأعمال، ومقادير الآجال، فهي تنقضي جميعًا، وتمضي سريعًا، والذي أوجدها وخصها بالفضائل وأودعها هـو باق لا يزول، ودائم لا يحول، وهو في كل الحالات إله واحد، ولأعمال عباده رقيب مشاهد، يقلب عباده بفنون الخدم، ليسبغ عليهم فواضل النعم، ويعاملهم بغاية الجود والكرم. فما يبدو يوم من الأيام، ولا شهر من الشهور، إلا ولله فيه على عباده وظيفة من وظائف طاعاته، ولله فيه لطيفة من لطائف نفحاته؛ يصيب به من يشاء من عباده، فالسعيد من اغتنم ممر الأيام والليالي والساعات، وتقرب إلى الله فيها بوظائف الطاعات، فعسى أن تصيبه نفحة من تلك النفحات، فيسعد بها سعادة يأمن فيها من النار وما فيها من اللفحات وفي الحديث «اطْلُبُوا الْخَيْرَ دَهْرَكُمْ، وَتَعَرَّضُوا نَفَحَاتِ رَحْمَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَإِنَّ لِلَّهِ نَفَحَاتٍ مِنْ رَحْمَتِهِ يُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ، وَسَلُوا اللَّهَ أَنْ يَسْتُرَ عَوْرَاتِكُمْ، وَأَنْ يُؤَمِّنَ رَوْعَاتِكُمْ».
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (1) " / (33) فضل رَجب وشعبَان - المجلد (6)