لم يجعل الله لعمل الـمؤمن منتهى إلا الـموت

(إن) الله سبحانه لم يجعل لعمل الـمؤمن منتهى إلا الـموت يقول الله سبحانه: ﴿وَٱعۡبُدۡ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأۡتِيَكَ ٱلۡيَقِينُ ٩٩﴾ [الحجر: 99]. وقال: ﴿وَمَا خَلَقۡتُ ٱلۡجِنَّ وَٱلۡإِنسَ إِلَّا لِيَعۡبُدُونِ ٥٦﴾ [الذاريات: 56]. والعبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله من الأقوال والأفعال، كالصلاة والزكاة والصدقات والصيام، وسائر أفعال البر والإحسان؛ لأن كل عمر يخليه الـمرء من طاعة الله فقد خسره، وكل ساعة يغفل فيها عن ذكر الله تكون عليه حسرة وترة، وخيركم من طال عمره وحسن عمله، وشركم من طال عمره وساء عمله، وفي الحديث أن النبي ﷺ قال: «قال الله عز وجل: ابن آدم تفرغ لعبادتي أملأ قلبك غنى، وأسد فقرك، وإن لا تفعل ملأت قلبك شغلاً، ولم أسد فقرك» ومعنى تفرغ لعبادتي أي العبادة التي أوجب الله عليك. فلا تشتغل عنها بأهل ولا مال، وفي القرآن الـمنزل ﴿وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيۡرَ ٱلزَّادِ ٱلتَّقۡوَىٰۖ وَٱتَّقُونِ يَٰٓأُوْلِي ٱلۡأَلۡبَٰبِ﴾ [البقرة: 197]. وكان من دعاء بعض السلف: اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة 1 " / 33 فضل رَجب وشعبَان - المجلد 6