استعمال الأدوية الـمباحة والوقاية النافعة هي من تمام تحقيق التوحيد
(إن) الإنسان إذا اشتد عطشه دفع داء العطش بالـماء، ودفع داء الجوع بالأكل، ودفع داء البرد بالثياب والـملاحف والخفاف، فهذا (يعني رفع المرض بالدواء) مثله. والوقاية خير من العلاج. والدفع أيسر من الرفع. والشفاء قبل الإشفاء.
فاستعمال الأدوية الـمباحة والوقاية النافعة هي من تمام تحقيق التوحيد؛ لأن كل ما شرعه رسول الله ﷺ وأمر به فإنه من الدين الذي يجب اتباعه، والعمل به، كيف والرسول ﷺ يقول: «يَا عِبَادَ اللَّهِ تَدَاوَوْا فَإِنَّ اللَّهَ ما أنزَل مِن دَاءً إِلاَّ أنزَلَ لَهُ شِفَاءً» ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: إن الطعن في الدواء قدح في الشرع، والإعراض عن الأسباب نقص في العقل.
وعاجز الرأي مضياع لفرصته
حتى إذا فات أمر عاتب القدرا
مثال ذلك كون الإنسان يصاب بالتخمة فمن الحزم إزالتها بالأدوية الكريهة، أو الـمسهلة لإخراج الفضلات؛ لأن الإنسان في الدنيا كما قيل:
نحن في دار بليات
ندفع آفات بآفات
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (1) " / (31) جواز الأدوية المباحة والتطعيم - المجلد (6)