ترك الأسباب عجز ينافي التوكل على الله

(إن) الدواء الكريه الـمر في حالة نفعه وحسن عاقبته يعتبر حلوًا، كما أن الأكل الحلو الضار، يعتبر مرًّا في مضرته وسوء عاقبته. وقد قيل: وخذ مرًّا تصادف منه نفعًا ولا تعدل إلى حلو يضـر فإن الـمر حين يسـر حلو وإن الحلو حين يضـر مر فهذا التطعيم عن الأمراض الوبيئة قد جربته الأمم على اختلاف أديانهم وأوطانهم، ووجدوا له من التأثير في الوقاية من الأمراض القتالة، وفي الشفاء به ما يشهد الواقع بصحته، ولا طبيب إلا ذو تجربة. لهذا نجد بعض الناس يتقاعس - توكلاً منه بزعمه - عن استعمال هذه الأدوية التي هي التطعيم ونحوه، توكلاً منهم بزعمهم على الله، ولم يشعروا بأن تركهم للأسباب عجز ينافي التوكل على الله، وإنما الـمتوكل الصحيح، هو الذي يستعمل أسباب الوقاية، ثم يتوكل على ربه، كما في الحديث: أن رجلاً قال: «يا رسول الله ناقتي أعقلها وأتوكل، أم أطلقها وأتوكل؟ فقال: «بل اعقلها وتوكل»» .
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة 1 " / 31 جواز الأدوية المباحة والتطعيم - المجلد 6