من حسن الخلق التأَني والتؤدة

من حسن الخلق لمن يسير في الطريق أن يستعمل التأَني والتؤدة، وعدم السرعة والعجلة؛ لينقذ نفسه من الهلاك، ويسلم الناس من شره. يقول الله تعالى: ﴿وَٱقۡصِدۡ فِي مَشۡيِكَ وَٱغۡضُضۡ مِن صَوۡتِكَۚ إِنَّ أَنكَرَ ٱلۡأَصۡوَٰتِ لَصَوۡتُ ٱلۡحَمِيرِ ١٩﴾ [لقمان: 19]. فأَمر الله بالقصد في السير، أي الاعتدال وعدم الاستعجال. خصوصًا في حالة استعمال الناس لمراكب الحديد، التي ينجم عنها الضر والبأس الشديد. فكم أزالت السرعة من نعمة، وكم جلبت من نقمة؟ ولا يجني جان إلا على نفسه، وكل امرئ بما كسب رهين. إن العقلاء يدركون خفة عقل الشخص بخفة سيره، ويدركون رزانة عقله في اعتدال سيره، ويقولون: إن خفة الشخص على قدر عقله. وقد قال النبيﷺ لأشج عبد القيس: «إِنَّ فِيكَ لَخَصْلَتَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللَّهُ الْحِلْمُ وَالأَنَاةُ». فقال: الحمد لله الذي جبلني على خصلتين يحبهـما الله ورسوله. قد يدرك الـمتأني بعض حاجته وقد يكون مع الـمستعجل الزلل
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (1) " / (29) الخلق الحَسن وكونه ينحصِر في فِعل ما يجمّله ويزينه واجتناب ما يدَنسُه ويشينه - المجلد (6)