خلق حواء من ضلع آدم

فيقول الله سبحانه: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمُ ٱلَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفۡسٖ وَٰحِدَةٖ وَخَلَقَ مِنۡهَا زَوۡجَهَا وَبَثَّ مِنۡهُمَا رِجَالٗا كَثِيرٗا وَنِسَآءٗۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِي تَسَآءَلُونَ بِهِۦ وَٱلۡأَرۡحَامَۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَيۡكُمۡ رَقِيبٗا ١﴾ [النساء: 1]. خلق الله آدم أبا البشر حين خلقه فريدًا وحيدًا ليس له جليس ولا أنيس، فكان يهيم في الفلوات، ويستوحش في الخلوات، لا يقر له قرار، ولا يأوي إلى أهل ولا دار، فبينما هو كذلك في حالة اضطراب، وفي حال هَمٍّ وغم واكتئاب، فنام نومة ولم يشعر إلا وقد خلق الله له من ضلعه الأعلى امرأته حواء بشرًا سويًّا. فسكن إليها، وآنس بها، واطمأن معها، يقول الله تعالى: ﴿وَمِنۡ ءَايَٰتِهِۦٓ أَنۡ خَلَقَ لَكُم مِّنۡ أَنفُسِكُمۡ أَزۡوَٰجٗا لِّتَسۡكُنُوٓاْ إِلَيۡهَا وَجَعَلَ بَيۡنَكُم مَّوَدَّةٗ وَرَحۡمَةًۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّقَوۡمٖ يَتَفَكَّرُونَ ٢١﴾ [الروم: 21]. وفي الحديث الصحيح أن النبي ﷺ قال: «استوصوا بالنساء خيرًا، فإنهن خُلِقن من ضلع أعوج، وإن أعوج ما في الضلع أعلاه، فإن استمتعت بها استمتعت بها وفيها عوج، فإن ذهبت تقيمها كسرتها، وكسرها طلاقها» .
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة 1 " / 24 في حقوق الزوجَة - المجلد 6