التعليق على قوله تعالى على لسان لقمان: ﴿وَلَا تَمۡشِ فِي ٱلۡأَرۡضِ مَرَحًاۖ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخۡتَالٖ فَخُور﴾

(قال تعالى على لسان لقمان مخاطبا ابنه): ﴿وَلَا تُصَعِّرۡ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمۡشِ فِي ٱلۡأَرۡضِ مَرَحًاۖ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخۡتَالٖ فَخُورٖ ١٨ وَٱقۡصِدۡ فِي مَشۡيِكَ وَٱغۡضُضۡ مِن صَوۡتِكَۚ إِنَّ أَنكَرَ ٱلۡأَصۡوَٰتِ لَصَوۡتُ ٱلۡحَمِيرِ ١٩﴾ [لقمان: 18-19]. فأمره بالاقتصاد في الـمشي وذلك باستعمال التأني، وتوقي الـمحذور. وبالخصوص عندما أصبح السير على سيارات الحديد التي ينجم عنها البأس الشديد. وقد تزايد ضررها، وتفاقم خطرها. والغالب في الضرر من الانقلاب والصدم.. إنما يقع من سبيل الاستعجال وعدم التأني، لأنها بسرعتها قد أثرت في القلوب شيئًا من السرعة الزائدة وما أحسن ما قيل: قد يدرك الـمتأني بعض حاجته وقد يكون مع الـمستعجل الزلل والناس يدركون أن كمال عقل الرجل ورزانته في اعتدال سيره، وعدم استعجاله، كما أنهم يدركون خفة عقل الرجل وطيشان حلمه في سرعة سيره. فهذا دائم التعرض للبلاء على نفسه وعلى الناس. وقد قال النبي ﷺ لأشج عبد القيس: ««إِنَّ فِيك لَخَلَّتَيْنِ يُحِبّهُمَا اللَّه : الْحِلْم , وَالْأَنَاة». فقال: الحمد الْحَمْدُ اللَّهِ الَّذِى جَبَلَنِى عَلَى خُلُقَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ». فانتبهوا من غفلتكم، وتوبوا من زللكم، وحافظوا على فرائض ربكم ﴿وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥٓ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ﴾.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة 1 " / 23 وصيّة لقمان لابنِه - المجلد 6