التعليق على قوله تعالى على لسان لقمان: ﴿وَأۡمُرۡ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَٱنۡهَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ ...﴾

(قال الله تعالى على لسان لقمان وهو يخاطب ابنه): ﴿وَأۡمُرۡ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَٱنۡهَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَٱصۡبِرۡ عَلَىٰ مَآ أَصَابَكَۖ إِنَّ ذَٰلِكَ مِنۡ عَزۡمِ ٱلۡأُمُورِ﴾ [لقمان: 17]. فأمَره بأن يأمر بالـمعروف، وهو ما عرفت العقول السليمة، والفِطَر الـمستقيمة حُسْنَه، من سائر أفعال الخيرات والطاعات. وأن ينهى عن الـمنكر وهو ما تنكره العقول السليمة، والفِطَر الـمستقيمة، لأن الأمر بالـمعروف من واجبات الدين، وطاعة رب العالـمين. وهو نوع من الجهاد في سبيل الله، الذي هو سنام الإسلام، ولأن الـمحسن شريك الـمسيء إذا لـم ينهه. كما أن النهي عن الـمنكر هو مما يسبب قلة فعل الـمنكر، وعدم فشوه وانتشاره. والـمعصية إذا أُخفِيَت لم تضر إلا صاحبها، وإذا ظهرت فلم تُغَيَّر ضرت العامة لسكوتهم عن إنكارها.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة 1 " / 23 وصيّة لقمان لابنِه - المجلد 6