كثرة الـمال الخالي عن صالح الأعمال سماه الله عذابًا
(إن) مجرد كثرة الـمال الخالي عن صالح الأعمال، فإنه لا يعَد من سعادة الحياة، بل هو على الضد من ذلك، وقد سماه الله عذابًا، فقال سبحانه: ﴿وَلَا تُعۡجِبۡكَ أَمۡوَٰلُهُمۡ وَأَوۡلَٰدُهُمۡۚ إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ أَن يُعَذِّبَهُم بِهَا فِي ٱلدُّنۡيَا وَتَزۡهَقَ أَنفُسُهُمۡ وَهُمۡ كَٰفِرُونَ ٨٥﴾ [التوبة: 85]. فتجد صاحبه دائمًا هَلوعًا جَزوعًا جَموعًا مَنوعًا، يُبتلَى بالهموم والغموم والأنكاد والأكدار حتى لا يكاد يمر السرور له بدار. ومن الـمعلوم أن الهموم والغموم والأنكاد والأكدار، أنها عقوبات تتوالى، ونار في القلب تتلظى، لا تزال تنفخ في الجسم حتى تجعل القوي ضعيفًا، والسمين نحيفًا كما قيل:
والهم يخترم الجسيم نحافة
ويشيب ناصية الصبي ويهرم
ثم إن الـمكثرين هم الـمقلون يوم القيامة، إلا مَن بَرَّ وصَدقَ، وأدى حق الله الواجب عليه في ماله.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة 1 " / 20 الحياة الطيّبَة وكونها لا تُدرَك إلا بالأعمال الصّالحة - المجلد 6