الوزن إنما يكون على حسب الأعمال لا على كثافة الأجسام

ثم قال: «والحمد لله تملأ الـميزان» فإن الله سبحانه كرر في كتابه نصبه للميزان. والوزن إنما يكون على حسب الأعمال لا على كثافة الأجسام أو نحافتها. قال سبحانه: ﴿فَمَن ثَقُلَتۡ مَوَٰزِينُهُۥ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ ١٠٢ وَمَنۡ خَفَّتۡ مَوَٰزِينُهُۥ فَأُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ فِي جَهَنَّمَ خَٰلِدُونَ ١٠٣﴾ [الـمؤمنون: 102-103]. فقد ورد أنه يأتي السمين البطين، الأكول الشروب، فلا يزن عند الله جناح بعوضة، اقرؤوا إن شئتم: ﴿قُلۡ هَلۡ نُنَبِّئُكُم بِٱلۡأَخۡسَرِينَ أَعۡمَٰلًا ١٠٣ ٱلَّذِينَ ضَلَّ سَعۡيُهُمۡ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَهُمۡ يَحۡسَبُونَ أَنَّهُمۡ يُحۡسِنُونَ صُنۡعًا ١٠٤ أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِ‍َٔايَٰتِ رَبِّهِمۡ وَلِقَآئِهِۦ فَحَبِطَتۡ أَعۡمَٰلُهُمۡ فَلَا نُقِيمُ لَهُمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ وَزۡنٗا ١٠٥﴾ [الكهف: 103-105]. وكان ابن مسعود قصير القامة جدًّا حتى إذا رئِي قائمًا، ظنوه جالسًا. فجلس يومًا مع بعض الصحابة، وبدت ساقه، فضحكوا عجبًا من دقتها. فقال النبي ﷺ: «أتعجبون من دقة ساق ابن مسعود! والله لساق ابن مسعود في الـميزان أثقل عند الله من جبل أحد»
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة 1 " / 16 حديث «الطهُور شَطر الإيمان...» إلخ - المجلد 6