جعل الله التيمم طهورًا يقوم مقام الـماء عند عدم الـماء
وقد جعل الله التيمم طهورًا يقوم مقام الـماء عند عدم الـماء. يقول الله سبحانه: ﴿وَإِن كُنتُم مَّرۡضَىٰٓ أَوۡ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوۡ جَآءَ أَحَدٞ مِّنكُم مِّنَ ٱلۡغَآئِطِ أَوۡ لَٰمَسۡتُمُ ٱلنِّسَآءَ فَلَمۡ تَجِدُواْ مَآءٗ فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدٗا طَيِّبٗا فَٱمۡسَحُواْ بِوُجُوهِكُمۡ وَأَيۡدِيكُم مِّنۡهُۚ مَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيَجۡعَلَ عَلَيۡكُم مِّنۡ حَرَجٖ وَلَٰكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمۡ وَلِيُتِمَّ نِعۡمَتَهُۥ عَلَيۡكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ﴾ [الـمائدة: 6]. فسماه الله طهورًا وليس من لوازم التيمم السفر، بل يجوز في البلد. فمتى انقطع الـماء عن أهل بيت ولم يجدوا ما يتوضؤون به، أو يغتسلون إلا عن طريق سؤال الجيران أعطوهم أو منعوهم، فإنه يجوز لهم أن يتيمموا بضرب التراب مرتين، مرة للوجه ومرة لليدين. ثم يصلون فروضهم ونوافلهم، وصلاتهم صحيحة. فإذا وجدوا الـماء، اغتسلوا به عن الجنابة، ولم يعيدوا صلاتهم، لكونها وقعت موقعها في الصحة والإجزاء. فلا إعادة.
ومثله من كان في البلد، والتمس الـماء عند حضور وقت الصلاة، فلم يجده فإنه يتيمم. ومثله الطلاب أو الطالبات في الـمدرسة؛ وقد عدموا الـماء، وخافوا فوت الصلاة فإنهم يصلون بالتيمم، وصلاتهم صحيحة لحديث: «الصَّعِيدَ الطَّيِّبَ طَهُورُ الْمُسْلِمِ وَإِنْ لَمْ يَجِدِ الْمَاءَ عَشْرَ سِنِينَ فَإِذَا وَجَدَ الْمَاءَ فَلْيُمِسَّهُ بَشَرَتَهُ فَإِنَّ ذَلِكَ خَيْرٌ».
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (1) " / (16) حديث «الطهُور شَطر الإيمان...» إلخ - المجلد (6)