أشرف الناس مزية

إن أعظم الناس بركة، وأشرفهم مزية ومنزلة الرجل يكون في الـمجلس وعنده جلساؤه، وأصحابه، وأولاده، وخدمه، فيسمع النداء بالصلاة، فيقوم إليها فزعًا وفرحًا، ويأمر من عنده بالقيام إلى الصلاة معه، فيؤُمُّون مسجدًا من مساجد الله لأداء فريضة من فرائض الله، يعلوهم النور والوقار على وجوههم، كل من رآهم ذكر الله عند رؤيتهم، أولئك الـميامين على أنفسهم، والـميامين على جلسائهم وأولادهم ﴿ٱلَّذِينَ يَسۡتَمِعُونَ ٱلۡقَوۡلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحۡسَنَهُۥٓۚ أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ هَدَاهُمُ ٱللَّهُۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمۡ أُوْلُواْ ٱلۡأَلۡبَٰبِ ١٨﴾ [الزمر: 18]. وبضد هؤلاء: قوم يجلسون في الـمجالس، وفي الـمقاهي وفي النوادي، وفي ملاعب الكرة، فيسمعون النداء بالصلاة ثم لا يجيبون. ألسنتهم لاغية، وقلوبهم لاهية، ﴿ٱسۡتَحۡوَذَ عَلَيۡهِمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ فَأَنسَاهُمۡ ذِكۡرَ ٱللَّهِۚ أُوْلَٰٓئِكَ حِزۡبُ ٱلشَّيۡطَٰنِۚ أَلَآ إِنَّ حِزۡبَ ٱلشَّيۡطَٰنِ هُمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ ١٩﴾ [الـمجادلة: 19]. فهؤلاء هم الـمشائيم على أنفسهم، والـمشائيم على جلسائهم وأولادهم. يشقى رجال ويشقى آخرون بهم ويسعد الله أقواما بأقوام
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
" الحكم الجامعة (1) " / (3) المحَافظة على الصّلوات الخَمْس وكوْنها العُنوان عَلى صحّة الإيمَان - المجلد (6)