فتنة شيخ الإسلام ابن تيمية مع العلماء الـمعاصرين له
ولا ينبغي أن ننسى فتنة شيخ الإسلام ابن تيمية مع العلماء الـمعاصرين له في زمانه ومكانه، وكيف تألبوا عليه بالعداوة بداعية الحقد والحسد على ما آتاه الله من فضله، من سعة العلوم؛ في شتى الفنون التي بهرت العقول والتي يعجزون عن الإتيان بمثلها. فهم يحاولون إطفاء نور هذا العلم عنه؛ بكثرة الطعن فيه ويأبي الله إلا أن يتم نوره. فكانوا يترددون على الحاكم في زمانهم ويطلبون منه قتله، أو اعتقاله بدعوى أنه غيّر الإسلام، وأنه يبيح للناس الفرج الحرام، وأنه يبغض الرسول ويمنع من زيارته، وأنه مشبه يصف الرب بما يوصف به الخلق، وحتى كفره بعضهم ورموه بخفة الرأي، والاستخفاف بالأحكام الشرعية، فابتلي هذا الحاكم بسماع حجتهم وتنفيذ رغبتهم حيث إنهم علماء البلد، فكان يدخله السجن ثم يخرجه، ثم يدخله ثم يخرجه، وفي الثالثة توفي في السجن رحمه الله.