عملت عملي وبذلت جهدي وجهادي في هذا الـمجموع

ولقد عملت عملي وبذلت جهدي وجهادي في هذا الـمجموع، الذي هو حصاد ما زرعته فوق الثلاثين من السنين، حتى صار من توفيق الله بمثابة الجنة العلمية فيه ما تشتهـي الأنفس، وتلذ الأعين من العلوم النافعة، والبحوث الـمتنوعة، مما قل أن يوجد مثلها في غيره، ولا أقول بعصمته، فقد يخفى على قائله ما عسى أن يظهر لقارئه ﴿وَفَوۡقَ كُلِّ ذِي عِلۡمٍ عَلِيمٞ﴾ [يوسف: 76]. ولم أصنعه بصفته لأن يكون ديوان خطب منبرية فحسب، بل هو في نفسي، وفي موضوعه أعلى وأجل وأكمل وأجمل، فاتصافه بالرسائل العلمية أشبه من تسميته بالخطب الـمنبرية، فأنا أتحاشى عن تسميته بالخطب وإن كان فيه بغية الخطيب، لكنني عملته لأن يكون موردًا عذبًا يرده أهل الإرادة، ويختلفون فيما يردون ويريدون ﴿قَدۡ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٖ مَّشۡرَبَهُمۡۖ كُلُواْ وَٱشۡرَبُواْ مِن رِّزۡقِ ٱللَّهِ وَلَا تَعۡثَوۡاْ فِي ٱلۡأَرۡضِ مُفۡسِدِينَ﴾ [البقرة: 60].
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
" الحكم الجامعة (1) " / مقدمة المؤلف - المجلد (6)