"الحكم الجامعة لشتى العلوم النافعة" لن يستغني عنه عالـم نحرير، ولا كاتب أديب، ولا عاقل أريب
فيأخذ منه (يعني مجموع الرسائل التي ألف الشيخ عبد الله بن زيد رحمه الله تعالى) الـمحاضر رغبته، والـمناظر بغيته، ويستعين به الـمؤلف على تنظيم رسالته، والواعظ في موعظته، ويأخذ منه الناقد لدحض حجة خصمه قدر حاجته، إذ إنه كنز من كنوز العلوم النافعة، مملوء بالحكم والأحكام، ومحاسن الإسلام، وأمور الحلال والحرام، ومحاربة الشرك والبدع، وفنون الضلال والأوهام، يدعو إلى إصلاح الدنيا والدين، وإلى مصلحة الروح والجسد، والـمال والولد، يهذب الأخلاق، ويحارب الكفر والشقاق والنفاق، ولن يستغني عنه عالـم نحرير، ولا كاتب أديب، ولا عاقل أريب. فإن أردت تحقيق ذلك، فانظر إلى بديع أي رسالة منه؛ كرسالة مولد الرسول وبركة بعثته على أمته، ثم انظر إلى الإسراء والـمعراج وحكمته، ثم إلى فضل الإسلام وبداية قوته في نشأته، ثم انظر إلى حقيقة الكلام في تفسير غربته، وهكذا سائر مذكراته. وقد سميته: الحكم الجامعة لشتى العلوم النافعة.