إن من الخسران كون الإنسان يعلم علمًا مما علمه الله، ثم يموت علمه في صدره
لقد أعجبتني كلمة قالها الإمام ابن الجوزي حيث قال: إن مؤلَّف العالـم هو ولده الـمخلد الصالح، إذ إن الإنسان إذا مات «انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إلَّا مِنْ ثَلَاثٍ صَدَقَةٌ جَارِيَةٌ أَوْ عِلْمٌ يُنْتَفَعُ بِهِ أَوْ وَلَدٌ صَالِحٌ يَدْعُو لَهُ».
وإن من الخسران كون الإنسان يعلم علمًا مما علمه الله، ثم يموت علمه في صدره، بحيث لا يعلمه ولا يدعو الناس إليه، حتى يموت بموته ويدفن معه في قبره، فيكون علمه بمثابة الخسران على العباد والبلاد.
﴿قُلۡ إِنَّ ٱلۡخَٰسِرِينَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ وَأَهۡلِيهِمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۗ أَلَا ذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡخُسۡرَانُ ٱلۡمُبِينُ﴾ [الزمر: 15].والله سبحانه خلق الإنسان وعلمه البيان، وجمله بالنطق، وشرفه بالإيمان، وفضله بالعلم والعقل على سائر الحيوان، وجعله بحسن مقاصده وشرف مميزاته أفضل من ملائكة الرحمن.