رسالة شيخ الإسلام ابن تيمية "رفع الـملام عن الأئمة الأعلام"

قد صنف شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله- رسالة سماها رفع الـملام عن الأئمة الأعلام، ذكر فيها فنونًا من الأعذار عن عدم عمل بعض الأئمة ببعض السنن الصحيحة، وعن مخالفتهم لبعض السنن الصحيحة، وقال: إن الأمر الـمجزوم به في حقهم هو عدم تعمدهم لمخالفة السنة الصحيحة قطعًا ويعذرون بكون هذه السنة الصحيحة لم تبلغ أحدهم أو أنها بلغته بطريق لا يثبت عنده لضعف سنده، أو أن هذه السنة كانت عنده ثم نسيها، أو أنه ظن عدم شمولها للمعنى الـمراد، أو أنها بلغته عن طريق ضعيف لطعن الـمحققين في رواة سنده، وظنه صحيحًا، وعمل بموجبه إلى غير ذلك من الأعذار الـمقتضية لرفع الـملام عن العلماء الأعلام، ولأجله تنوعت الـمذاهب في مسائل الفروع واتفقوا جميعًا على أن من استبانت له سنة رسول الله، لم يكن له أن يدعها لقول أحد كائنًا من كان. تَخالف الناس فيما قد رأوا ورووا وكلهم يدعون الفوز بالظفر فخذ بقول يكون النص ينصـره إما عن الله أو عن سيد البشـر
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من رسالة "مباحث التحقيق مع الصاحب الصَّدِيقِ " / فصل في الرد على ادعاءات الشيخ عبد العزبز بن ناصر - المجلد (5)