تصنيف شيخ الإسلام ابن تيمية لكتابه "النبوات"
وقد صنف شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كتابًا في النبوّات سمّاه النبوّات قد استقصى فيه أخبار الأنبياء وأوصافهم ومميزاتهم ومعجزاتهم والبراهين الدالة على صدق رسالتهم، وتصدّيهم لدعوة قومهم وصبرهم على أذاهم. وذكر الفرق بين الأنبياء وبين السحرة والكهان وخوارق العادات، ولم يذكر فرقًا بين الأنبياء والرسل، لأن الأنبياء هم الرسل تنوّع الاسم والمعنى واحد، فكل نبي فإنه رسول، فلو كان عنده فرق بين النبي والرسول لذكره ولَمَا أهمل السكوت عن بيانه، إذ الكتاب محل البحث عن مثل هذا لو كان له وجه عنده، والله سبحانه لمّا ذكر أقسام المنعم عليهم بقوله: ﴿وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ فَأُوْلَٰئِكَ مَعَ ٱلَّذِينَ أَنۡعَمَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِم مِّنَ ٱلنَّبِيِّۧنَ وَٱلصِّدِّيقِينَ وَٱلشُّهَدَآءِ وَٱلصَّلِحِينَۚ وَحَسُنَ أُوْلَٰئِكَ رَفِيقٗا ٦٩﴾ [النساء: 69]. فمتى كان الأنبياء ليسوا برسل فأين الرسل من مقعد هذا الصدق عند مليك مقتدر؟!.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
مجموع الرسائل - إتحاف الأحفياء برسالة الأنبياء / " التفريق بين الرسول والنبي ليس له أصل في الكتاب أو السنة " - المجلد (1)