لا فرق بين الرسول والنبي إلا بمجرد الاسم والمسمى واحد
والحق أن كل نبي ذكره الله تعالى في القرآن فإنه رسول، فلا فرق بين الرسول والنبي إلا بمجرد الاسم فقط والمسمى واحد، وهذا من تنوع الاسم. كما نقول: محمد رسول الله، ومحمد نبي الله. والقرآن يخاطب الرسول بقوله: ﴿يَٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ قُل لِّأَزۡوَٰجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَآءِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ﴾ [الأحزاب: 59]. ﴿يَٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَآ أَحَلَّ ٱللَّهُ لَكَۖ﴾ [التحريم: 1]. وأحيانًا يخاطبه بلفظ الرسول كقوله: ﴿۞يَٰأَيُّهَا ٱلرَّسُولُ بَلِّغۡ مَآ أُنزِلَ إِلَيۡكَ مِن رَّبِّكَۖ﴾ [المائدة: 67]. ﴿۞يَٰأَيُّهَا ٱلرَّسُولُ لَا يَحۡزُنكَ ٱلَّذِينَ يُسَٰرِعُونَ فِي ٱلۡكُفۡرِ﴾ [المائدة: 41]. والمعنى واحد.
فكما أن محمدًا نبي رسول فكذلك سائر الأنبياء بلا فرق.
والنبي مشتق من الإنباء أي أن الله أنبأه من وحيه بما شاء، كما قال تعالى: ﴿قَدۡ نَبَّأَنَا ٱللَّهُ مِنۡ أَخۡبَارِكُمۡ﴾ [التوبة: 94]. ثم هو يقوم بدوره بإنباء ما أوحى الله إليه، كما يقول المحدث: أنبأنا فلان.
فكل نبي إذن ملزم بإبلاغ ما أوحى الله إليه من الشرع، إذ التبليغ ثمرة النبوة وعقد نظامها، فلا يوجد في حكم الله وشرعه نبي أوحي إليه بشرع ولم يؤمر بتبليغه؛ إذ هذا أمر يخالف مقتضى النبوة ويجب تنزيه الأنبياء عنه، والله تعالى يقول: ﴿كَانَ ٱلنَّاسُ أُمَّةٗ وَٰحِدَةٗ فَبَعَثَ ٱللَّهُ ٱلنَّبِيِّۧنَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ﴾ [البقرة: 213]. فوصف الأنبياء بالتبشير والإنذار الذي هو وظيفة الرسل بلا خلاف كما قال تعالى: ﴿رُّسُلٗا مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى ٱللَّهِ حُجَّةُۢ بَعۡدَ ٱلرُّسُلِ﴾ [النساء: 165]. فوصف الرسل بالتبشير والإنذار كما وصف بذلك الأنبياء على حد سواء.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
مجموع الرسائل - إتحاف الأحفياء برسالة الأنبياء / " التفريق بين الرسول والنبي ليس له أصل في الكتاب أو السنة " - المجلد 1