حديث حنظلة

جاء حنظلة إلى النبي ﷺ فقال: يا رسول الله، نافق حنظلة. قال: «وما ذاك»، فقال: نكون عندك، تذكرنا بالجنة والنار كأنهما رأي عين، فإذا خرجنا من عندك، فآنسنا أهلنا، وشممنا أولادنا، نسينا كثيرًا مما تقول! فقال: «أما إنكم لو تكونون على الحال التي تقومون بها من عندي لزارتكم الملائكة في مجالسكم وطرقكم، ولكن يا حنظلة، ساعة وساعة» رواه مسلم في صحيحه. ثم إن الناس يتفاوتون في الإيمان، وفي الثبات عليه، وحسن الاستقامة فيه، حتى يكون منهم من إيمانه كالجبل في الثبات والرسوخ، كما قيل: تزول الجبال الراسيات وقلبه على العهد لا يلوي ولا يتلعثم ﴿يُثَبِّتُ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِٱلۡقَوۡلِ ٱلثَّابِتِ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَفِي ٱلۡأٓخِرَةِۖ وَيُضِلُّ ٱللَّهُ ٱلظَّٰلِمِينَۚ وَيَفۡعَلُ ٱللَّهُ مَا يَشَآءُ ٢٧﴾ [إبراهيم: 27]. والقول الثابت هو الإيمان الراسخ المستلزم للعمل الصالح.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
مجموع الرسائل - تثقيف الأذهان بعقيدة الإسلام والإيمان / " زيادة الإيمان ونقصانه " - المجلد 1