الكلام على حديث "المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف"
وبما أنه بقي الكلام على موضوع حديث جبريل، وفيه «وأن تؤمن بالقدر خيره وشره» . فقد يشكل على أكثر الناس حقيقة هذا القدر الذي يجب الإيمان به، فيتخبطون في وصفه وتفسيره، بما يبعد عن حقيقته، ويبعد القلوب عن فهمه.. لهذا وجب أن نبين للناس حقيقة القدر الذي يجب الإيمان به، ونقدّم قبله الكلام على حديث «المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف»، إذ فيه بيان حقيقة القدر، ومحاولة محاربته، وعدم الاتكال عليه.
فقد روى مسلم في صحيحه، عن أبي هريرة: أن النبي ﷺ قال: «المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل، فإن لَوْ تفتح عمل الشيطان».
وأقول: إن هذا الحديث، هو من جوامع الكلم، ومهمات الحِكم. فهو بمثابة الموعظة الفصيحة، والنصيحة الصحيحة، التي حث النبي ِﷺ عليها أمته، وأحب منهم أن يتخلقوا بمدلوله الذي فيه سعادتهم في دنياهم وآخرتهم.
بدأه بقوله: «المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف»، لكون القوي يزيد على الضعيف بقوته، والقوة في سبيل الحق والعدل مطلوبة شرعًا، ومحبوبة طبعًا.
ولهذا يستحبون الغزو مع الأمير القوي الفاجر، ويفضلونه على الغزو مع الأمير المؤمن الضعيف. ويقولون: إن إيمان الضعيف، وضعفه يضر بالناس، وإن فجور الأمير القوي لنفسه، وقوته تنفع الناس.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
مجموع الرسائل - الإيمان بالقضاء والقدر على طريقة أهل السنة والأثر / " بطلان الاحتجاج بالقدر: المحتجون بالقدر حجتهم داحضة عند ربهم - التذكير بحديث «المؤمن القويّ أحب إلى الله من المؤمن الضعيف» وفيه بيان القضاء والقدر على الوجه الصحيح " - المجلد 1