التعليق على قوله تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ إِذَا طَلَّقۡتُمُ ٱلنِّسَآءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحۡصُواْ ٱلۡعِدَّةَ﴾

فقوله (تعالى): ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ إِذَا طَلَّقۡتُمُ ٱلنِّسَآءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحۡصُواْ ٱلۡعِدَّةَ﴾ [الطلاق: 1]. وجه الله النداء بهذا الخطاب لنبيه محمد ﷺ، وهو شامل لأمته؛ لأنه الـمبلغ عن الله وحيه أمره ونهيه. فالشارع الحكيم يحث على الوفاق بين الزوجين ويكره الطلاق، ويقول الرسول ﷺ فيما رواه مسلم: «لا يفرك مؤمن مؤمنة - أي لا يبغض مؤمن مؤمنة - إن كره منها خلقًا، رضي منها آخر» ، فما استقصى كريم قط، والكمال من رجل وامرأة متعذر، فما من أحد إلا وفيه شيء من النقص، ولكن الناس يتعاشرون بالشرف والـمعروف. فكم من امرأة يوجد فيها شيء من النقص؛ إما في الجمال أو الحال أو عدم التدبير، لكن قد تكون ناصيتها ميمونة على زوجها، فتنجب له أولادًا كرامًا، يقومون بنفعه، وينشرون شرف ذكره، ﴿فَعَسَىٰٓ أَن تَكۡرَهُواْ شَيۡ‍ٔٗا وَيَجۡعَلَ ٱللَّهُ فِيهِ خَيۡرٗا كَثِيرٗا﴾ [النساء: 19].
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة 2 " / 65 تفسير سورة الطلاق وبيان الطّلاق الشرعي والبدعي والإحداد - المجلد 7