تزكية النفوس تكون بالـمحافظة على الفرائض والفضائل واجتناب منكرات الأخلاق والرذائل

قوله (تعالى): ﴿وَيُزَكِّيهِمۡ﴾ أي بالـمحافظة على الفرائض والفضائل واجتناب منكرات الأخلاق والرذائل؛ لأن هذه هي التي تزكي النفوس وتطهرها، وتنشر في العالـمين فخرها وشرف ذكرها. و﴿قَدۡ أَفۡلَحَ مَن زَكَّاهَا ٩ وَقَدۡ خَابَ مَن دَسَّاهَا ١٠﴾ [الشمس: 9-10]. أي قد أفلح من زكى نفسه بالطاعات، والـمحافظة على الصلوات، في الجمع والجماعات، وقد أفلح من زكى نفسه بأداء الزكاة، وقد أفلح من زكى نفسه بصلة القرابات، وبسط اليد بالصدقات، والإحسان إلى الـمساكين والأيتام، وذوي الحاجات، والتفريج على الـمكروبين والـمنكوبين من ذوي الهيئات، وقد أفلح من زكى نفسه بالصدق والأمانة، وأداء الحقوق إلى أهلها، والتعفف عن الظلم، وعن الـمال الحرام؛ لأن هذه الأعمال هي التي تزكي الإنسان، وتنشر في العالـمين فخره وشرف ذكره. وما النفس إلا حيث يجعلها الفتى فكن طالبًا للنفس أعلى الـمراتب كما أن الـمنكرات وشرب الـمسكرات، وترك فرائض الطاعات، والتخلق بالكذب والخيانة، ومنع الحقوق الواجبة، وأكل الـمال الحرام؛ كل هذه تدنس النفوس وتدسيها، وتنشر في العالـمين أشنع ذكرها، ﴿وَمَن يُهِنِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُۥ مِن مُّكۡرِمٍ﴾ [الحج: 18].
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة 1 " / 32 تفسير سُورة الجمعة - المجلد 6